* مساجد النخيل تتحدى الحصار في غزة

جدرانه من عسف النخيل، وسقفه مغطى

بقطعة قماش كبيرة.. قائم على أعمدة من خشب
وحديد، إذا رأيته حسبته بني قبل أن يعرف
الطوب الحجري.. إنه مسجد "السدرة" في حي
السنافور شرق مدينة غزة الذي يؤمه مئات
المصلين.
"السدرة" نموذج لعدد من مساجد قطاع
غزة اضطر جيرانها لبنائها بهذه الطريقة
بعد أن أصابهم اليأس من إمكانية أن يسمح
الاحتلال بدخول الأسمنت ومواد البناء إلى
القطاع بعد أن منعها من الدخول منذ سيطرة
حركة حماس على قطاع غزة في يونيو 2007.
ويقول الحاج أبو محمد الجملة أحد
سكان الحي: "رغم بدائية بناء المسجد إلا
أنه أوجد حلا لمشكلة كبيرة واجهت سكان
الحي الذين تشتتوا في المساجد البعيدة عن
أماكن سكناهم خلال الأشهر الماضية؛ حيث
آثر كبار السن الصلاة في بيوتهم، كما أغلق
مركز تعليم وتحفيظ القرآن الكريم الخاص
بالأطفال وفتية الحي. وبعد البناء الجديد
تغير اسم المسجد ليطلق عليه سكان مدينة
غزة: "سقيفة بني السدرة" على سبيل الطرفة؛
نسبة لسقيفة بني ساعده الشهيرة التي بويع
أبو بكر الصديق "رضي الله عنه" فيها خليفة
للمسلمين بعد وفاة الرسول "صلى الله عليه
وآله و سلم".
نبيل غباين إمام مسجد السدرة يروي
كيف اضطروا لبناء هذا المسجد بعد الحسم
العسكري ومنع إسرائيل دخول مواد البناء،
مشيرا إلى أن متبرعين كثر استعدوا لبناء
المسجد.
ورغم بدائية بناء المسجد إلا أن له،
بحسب غباين "رونقا وجوا روحانيا يجعل
الصلاة فيه ذات متعة خاصة"، لافتا إلى أن
الكثير من المصلين خارج المنطقة يحرصون
على الصلاة فيه؛ لما يتميز به من جو
روحاني مميز خاصة خلال شهر رمضان الكري